(يومياتي مع الإعاقة علمتني الحب والإرادة)

ماذا تعني شوكة الاعاقة امام زهرة الارادة؟؟ وكم يساوي الالم مقابل سهم الامل ؟ تساؤلات كثيرة ومقارنات عميقة تعوم على سطح مخيلتك وانت تجلس مع ابو جمال(43سنة) من مدينة نابلس ذاك الانسان الذي خانه خطا طبي في بدايات طفولته الاولى ليصبح معاقا حركيا.

لكنه اجتاز عتبات المستحيل بارادته وتمرد على كرسيه المتحرك بعد اجراء سبع عمليات جراحية لرجليه بيد ان الاعاقة لم تغادر جسده تماما والطموح لم يبحر عش قلبه ابدا.

في ورشة لصناعة الكراسي المتحركه زرته هناك وجدته واقفا خلف ماكنة القص وكان الاعاقة تبخرت من رجليه الا انني بترك صحتي وذهولي بسؤال عن طبيعة عمله اليومي ليجيبني قائلا Sad

قبل انتفاظة الاقصى كانت هذه الورشة والتي هي بالاصل تابعة للجنة المركزية والوطنية لتاهيل المعاقين ضمن مشروع الشارقة الفلسطيني قد اغلقت ابوابها نتيجة الاوضاع الصعبة انذاك وقبل شهور دبت الحياة في اوصالها من جديد حيث اعمل الان مديرا للمشروع والذي اشتغلت من خلاله قبل عدة اعوام في مجال الخياطة ).

قد تندهش حين ترى عازف اوكسترا يجيد العزف على ادوات فرقته الموسيقية جميعها بينما ابو جمال اكثر مهارة لانه بارع في الغناء على معدات ورشته كلها فتارة تراه خلف ماكنة لثني الحديد واخرى وراء ماكنة الخياطة ليحيك الغطاء الجلدي للكراسي المتحركة ولا ينسى مكتبه المتواضع فهو المدير أيضا وحول هذا اردد(رغم عملي المتواصل هذا من الساعة ال 8صباحا حتى ال2 ظهرا لا ادع الياس والكسل يتسلل لنفسي بل على العكس تماما العمل يجعلني احس بقيمة الحياة واتذوق طعمها بكل شرف وكرامة لاجني لقمة العيش والاهم انني اقدم شيئا ما لزملائي واصدقائي المعاقين لا سيما ان صناعاتي محلية ووطنية وثمن الكرسي لا يقارن بسعر السوق) .

ويعمل عملا اخر في الليل حارسا لمدرسة حكومية قريبة من منزله وغيره وغيره من الاعمال الشاقةولكنها بالنسبة لي ممتعة وجذابة ..

قبل ان نفترق سالته عن حلمه على هذه البسطة وما يخبئ في جعبة ايامه القادمة من احلام وطموحات وامنيات وكانت اجابته تقول امنيتي في هذه الحياة ان يكون لدي مصنع صيانة كراسي متحركة اخصصه للمعاقين لانني اكثرمن يشعر بهم وان لم اقدم لهم الخدمة من سيقدمها في هذا الزمن كما اتمنى من كل معاق ان ينفض عن كاهليه غبار الخوف من نظرات الناس الفضوليه والغريبة ويتسلح بالارادة الفولاذية ودوما ينظر ان له غاية نبيلة في الوجود ويسعى للعمل ما استطاع اليه سبيلا ولو كان من خلال دكانة صغيرة افضل من مليون مرة من بسط يده للمسؤلين للاخرين ....

وفي النهاية البداية خرجت من الورشة وابو جمال يدعوني لزيارة في مهنته الاخرى ( الحراسة) وودعني وودعدته بزيارة ل في احدى الليالي لاشاركه احاديثه الطريفة والمسلية هكذا هي يوميات ابو جمال نشاط وحلم Sad

واخلاص ......فطوبى له وللمعاقين امثاله لانهم الاصحاء دوما ما دام انهم عشقوا الحياة وساروا على دروبها السليمة وزرعو الامل في صحراء الالم فحصدوا سنابل الحب والإبداع والعمل..

شكرا

شروق

صحيح الموضوع طويل بس والله لما تقراهوه راح يعجبكم والله