لقاء مفتوح في مخيم جنين: عدد من الاسيرات المحررات يقدمن صورة من واقع المعاناة اليومية للاسيرات وصرخات لدعمهن ومؤازرتهن ووضع حد لماساة الاعتقال

اجهشت عدد من الاسيرات المحررات والامهات الفلسطينيات بالبكاء والعويل وهن يستمعن لواقع معاناة الاسيرات الفلسطينيات في السجون الاسرائيلية خلال اللقاء المفتوح الذي نظمته جمعية كي لا ننسى النسوية في مخيم جنين بالتعاون مع تلفزيون فرح في جنين بمناسبة يوم المراة العالمي , ولم يتمالك الحضور انفسهن وهن يستمع لحديث الاسيرات اللواتي غادرن السجون الاسرائيلية مؤخرا , حيث لا زالت اثار رحلة الاعتقل المريرة تلازمهن في كل لحظات حياتهن رغم تحررهن , فرحلة الاعتقال كما قالت الاسيرة المحررة ابتهال السعدي جزء من حياتي لن انساها لان فيها الكثير من الصور التي تعكس مدى قساوة السجن والسجان واثر ما يمارسه في اقبية التحقيق وداخل السجون من ظلم واضظهاد بحق الاسيرات والاسرى .
ذكريات لا تنسى
ومنذ اللحظات الاولى اغرورقت عيناي ابتهال 18 عاما بالدموع وهي تحاول ان تقدم للحضور صورة عن واقع الاعتقال فقالت لا توجد كلمات تعبر عن واقع المعاناة الماساوية التي تعيشها الاسيرة منذ لحظات الاعتقال الاولى وحتى نهايتها فوضع السجن سيء وصعب وماساوي , بسبب ما تمارسه ادارة السجن وخاصة في تلموند من اجراءات تعسفية بحق الاسيرات جميعها تستهدف حرمانهن من ابسط حقوقهن والعقاب بسبب ما مارسنه من انشطة وطنية . فهناك يوجد 7 امهات على الاقل لديهن ابناء واطفال بحاجة لهن مثل الاسبرة فاتن ضراغمة لديها 7 اطفال وقاهرة السعدي 4 اطفال وعطاف عليان لديها رضيعة وغيرهن لم تكتفي قوات الاحتلال باعتقالهن وعزلهن عن اسرهن بل وتحرمهن من زيارتهم او حتى معانقاتهم , فمنع الزيارت احدى اساليب العقاب والقهر التي تمارس بحق الاسيرات وطوال فترة اعتقالي البالغة عام ونصف منعوا امي من زيارتي لاسباب امنية ولم اتمكن من مشاهدتها سوى مرتين .

اوضاع ماساوية
\ووسط حالة من الحزن والالم قالت ابتهال تقبع الاسيرات داخل غرف اعتقالية قاسية وصعبة وتنعدم فيها ابسط حقوق الانسان , فهناك الاكتظاظ المستمر واذا كانت الغرفة تتسع لثمانية اسيرات يضعون بشكل متعمد عشرة . ونحاصر في غرف الاعتقال الموصدة بلا نوافذ فلا نعرف الوقت ولا نشاهد الشمس معزولين عن العالم واهلنا ولا نعرف ما يجري حولنا الا من خلال ما يسمح لنا بمشاهدته عبر التلفاز الذي تتحكم به ادارة السجن التي لا تتوقف عن استفزازنا والتضييق علينا ليل نهار , وتضيف وحتى المتنفس الوحيد لنا الفورة تخضع لاجراءات صارمة ورقابة مشددة فمدتها قصيرة والسجانين يراقبون حركتنا ويمنعون التجمعات وحتى الجلسات الثقافية او الدينية والفنية ممنوعة يحاولون التنغيص علينا في كل شيء ومعاملة الادارة عدائية وخبيثة ويكرهون مشاهدتنا نقوم باي نشاط او محاولة للحياة يريدون ان يتحكموا بنا و تعيش الاسيرة في حالة من القهر والياس وتدميرننا نفسيا ومعنويا ورغم ذلك فان الاسيرات الفلسطتنات يواصلن التحدي والصمودواثبتنا للادارة بكل قوة اصرارنا على التعليم وتبادل الخبرات والمعرفة وقدمنا لهم رسالة يومية بانهم قادرين على عزلنا واعتقالنا وحرماننا من الكثير ولكنهم لن يتحكموا بارادتنا ولن يمسوا معنوياتنا فمعنوياتنا عالية واننا قادرات على التعلم والحياة وتحدي ظروف القهر والسجن والسجان
واشارت ابتهال لاهمال الادارة لجميع مطالبهن فالطعام سيء كما ونوعا كما ان هناك اهمال لحالات المرضية وقالت الادارة ترفض علاج المريضات رغم خطورة الوضع الصحي لغالبيتهن كما تنعدم مستلزمات النظافة وتنتشر الصرصير والفئران بشكل عادي في الاقسام رغم خطورة ذلك على حياتنا .وتقول ابتهال ان المنظر الذي لن تنساه في رحلة اعتقالها , لحظات وداعها للاسيرة قاهرة السعدي التي عانقتها وهي تبكي وتقول دوما استقبل واودع الاسيرات فهل سياتي يوم ويودعوني فيه والتقي اطفالي وتضيف كلمات قاهرة ترافقني دوما واعيش دوامة حزن وقلق وتساؤل علىمصيرها كامرة وام ولديها اطفال هل سياتي يوم ترجع فيه لبيتها واطفالها لن انسى ذلك؟

تجربة الاعتقال علمتني
ورغم الماسي التي عايشتها فان ابتهال تؤكد ان تجربة الاعتقال علمتها اشياء كثيرة وتقول تعلمت الشجاعة والصبر والصمود والتجدي والتمسك بالحق والنظر للمستقبل بامل ومواجهة الظروف الصعبة مهما كانت وعلمتني دروس جديدة في معاني حب الوطن والانتماء للقضية والتضحية في سبيل حرية شعبي .

كلمة في يوم المراة
وتمنت ابتهال في يوم المراة ان تشعر نساء العالم وكل المجتمع الدولي والمحلي بصرخة معاناة الاسيرات وان تتحرك الضمائر لتساندهن في اصعب محنة خلف القضبان وقالت اناشد الجميع ان يتلمسوا صرخات الامهات والقاصرات حيث يغتصب السجن سنوات عمرهن واحلامهن وحياتهن ثم شكرت جمعية كي لا ننسى ورئيستها على هذه الفعالية الهامة والوطنية .

دعم ومؤازرة
وكانت فرحة ابو الهيجاء رئيسة الجمعية استهلت اللقاء بتوجيه التحية للاسيرات والاسرى وقالت ان تكريس يوم المراة للحديث عن ماسي ومعاناة الاسيرات جزء من الرسالة الوطنية التي تتبناها الجمعية وتسعى جاهدة لكي تبقى قضية الاسر حية ليتحرك الجميع في مؤازرتهن والعمل الدؤوب لتحريرهم ووضع حد لمعاناتهن مستعرضةنماذج مختلفة من بطولات وتضحيات المراة منذ انطلاقة مسيرة النضال الفلسطيني وحتى انتفاضة الاقصى حيث اثبت المراة مدى قدراتها على العطاء والتضحية والنضال خاصة في معركة مخيم جنين. وقالتابوالهيجاء في يوم المراة تنحني الهامات اكبارا للمراةالفلسطينية التي جسدت اروع صور الصمود والتحدي والبطولة , ونتذكر الماجدات الفلسطينيات الشهيدات اللواتي سقطن دفاعا عن الارض والقضية وفي مسيرة النضال والثورة والانتفاضة والمقاومة , نتذكر الاسيرات الماجدات صانعات ملاحم المجد والبطولة في قلاع المواجهة الاولى مع المحتل , نتذكر المراة المقاتلة والمناضلة والجريحة والمبعدة والمراة التي تحملت كل اعباء الحياة فقدمت الشهيد وربت الاسرة وجسدت واجباتها المجتمعية وكانت الام الفلسطينية التي تستحق ان نكرمها دوما ويعمل المجتمع والقانون على انصافها , في هذا اليوم نتذكر دور المراة الفلسطينية البطولي في مغركة المجد والبطولة في مخيم جنين , فلم تكتفي بتوفير وجبات الطعام للمقاتلين بل قاتلت معهم , ولم تكتفي بتقديم ابنائها وفلذات اكبادها للذوذ عن المخيم وجنين , بل اصرت على ان تتقدم الصفوف لتكون الشهيدة والطبيبة والجريحة والمعتقلة والرمز النضالي البطوالي المشرف الذي سيبقى مضربا للامثال . واضافت ابو الهيجاء اننا اذ نعدكم بان تستمر المسيرة لمحاربة النظرة السلبية للمراة والمطالبة بانصافها ومنحها كامل حقوقها فاننا نوجه نداءا لكافة المؤسسات والسلطة والحكومة الفلسطينية لوضع قضية الاسيرات والاسرى على راس سلم الاولويات , والعمل على الافراج الفوري عنهم خاصة الاسيرات , كما نطالب بتطبيق القوانين التي تنصف المراة وتعديل ما يختزل حقوقها او يحرمها منها فمن حق المراة ان تشارك سياسيا واجتماعيا وان تصل لمراكز صنع القرار مثلمامن واجبها رعاية البيت والاسرة والتربية وبناء الاجيال .

تجربة اخرى
وقدمت الاسيرة المحررة هنادي قناديل من مخيم جنين صور اخرى لواقع معاناة الاسيرات مؤكدة ان مبادرة جمعية كي لا نسى لتكريس الثامن من اذار لتسليط الضوء على ما تواجهه الاسيرات في السجون يشكل مبادرة هامة ينبغي تعزيزها بالمزيد من الانشطة التي تبقي القضية حية وافشال محاولات الاحتلال لاخفاء معالم ما يمارس من انتهاكات فاضحة بحق الاسيرات والاسرى في السجون , وقالت قنديل يقبع في السجون حاليا 120 اسيرة بينهن امهات وقاصرات وزهرات والاسيرات موزعات على قسمبن يتكون كل منهما من عدة غرف وكل قسم فيه 60 اسيرة , وحجم الغرف صغير جدا وتسبب الامراض التي تفتك بحياة الاسيرات . وتضيف وتمارس ادارةالسجن سياسة القهر من خلال الفورة فلا يسمح لجميع الاسيرات بالخروج الجماعي للفورة , ويجري تقسمهن لمجموعات ويمنعن من السير الجماعي والتجمعات اساسا ممنوعة مثلما الصلاة جماعة ممنوعة حتى يوم الجمعة كما ان قراءة القران بشكل جماعي محظورة وتعتبر مخالفة يحاكمون عليها بالعزل وحرمان الزيارات .

حرمان من كافة الحقوق
وذكرت هنادي ان الادارة تتفنن في فرض ظروف قاسية على الاسيرات فلا يوجد في القسم سوى ثلاجة وغسالة واحدة لكل 60 اسيرة , وتنعدم مستلزمات النظافة حتى انهم يتحكمون بالكهرباءوالمياه وحتى محطات التلفزيون , وكذلك الطعام سيء جدا خاصة وان الادارة تمنعنا من تجهيزه وتقوم باعداده سجينات يهوديات جنائيات وهن يتعمدن وضع حشرات وتخريب طعامنا وهذا يجعلنا نشتري جميع مستلزمتنا مما يثقل على عائلتنا وعلى ميزانية الكانتين العامة فجميع احتياجاتنا نقوم بشرائها لنتغلب على ظروف القهر في السجن .

اهمال المرضى
وقالت هنادي الوضع الصحي سيء وهناك معتقلات يعانين من امراض خطيرة وبحاجة لعلاج ومستشفيات ولكن الادارة تماطل في علاجهن لذلك استصرخ الجميع االاهتمام اكثر بقضية الاسيرات ومتابعة الحالات المرضية ووضع حد لمعاملة الادارةالسيئة فهناك حملات الدهم والتفتيش والقمع والاستفزاز اليومية خاصة خلال المحاكم او زيارات الاهل والمحامين فهم يخضعون الاسيرة لاجراءات تفتيش مهينة ودقيقة حتى للراس والفم والحذاء والساعة .

صورة لا تنسى
وتؤكد قنديل ان ابرز الصورة التي لن تنساها هي صرخات المعتقلات المريضات خاصة الاسيرة فاتن ضراغمة وتقول فهي كانت تعاني من المرارة وبحاجة لعملية جراحية وعندما اصابتها نوبةحادة اخذت تصرخ وتبكي ولم نتمكن من تقديم أي مساعدة لها وطلبنا من الادارة دكتور اوممرض علما انه لا يوجد طبيب في السجن فاسخفوابنا واحضروا لها حبة اكمول وهو الدواء الذي يقدم لجميع الامراض ولا زالوا يرفضون علاجهااما الصورة الثانية فما عايشته خلال التحقيق في السجن الجلمة على مدار شهرين من العزل في زنزانة اتفرادية حيث كانوايهددوني باحضار اخي المصاب والمعتقل يوسف واعتقال ابي وهدم منزلنا للضغط علي للاعتراف .ورغم ذلك تقول فان تجربة الاعتقال منحتني معنويات عالية بوجود الاهل وكان شرف لي ان اكون اسيرة وكامرأة ان يكون لي دور لاشارك شعبي نضاله و لم ولن اشعر بندم او اتاسف.

صرخة
وضمت هنادي صوتها لصوت لجمعيةكي لا ننسى لتوجه في يوم المراة نداءا للجميع لايلاء قضية الاسيرات والاسرى اهتماما اكبر ومتابعة جميع امورهم والضغط في كافة المحافل لالزام اسرائيل بالافراج عن الاسيرات االامهات والقاصرات وقالت المراة الفلسطينية تتعرض للقتل والارهاب ويصف العالم نضالنا بالارهاب ولكن نقول نضالنا مستمر امام عالم زائف لا يشعر ولايدرك حقيقية نضالنا, والمراة الفلسطينية لن تنتظر من العالم شفقة ورحمة بل هي مع شعبها في معركة النضالحتى لنصر والتحرير واضافت فرحتنا بالتحرر لن تكتمل ما دام هناك اسير يعيش مرارة القيد وماساة الاعتقال واملنا ان لا ننسى صمودهم وبطولاهم ومعاناتهم .

وفي نهاية اللقاء اكدت ابو الهيحاء ان الجمعية ستبقى تناضل مع كل قطاعات شعبنا لفضح الاحتلال وجرائمه داعيةالجميع للعمل الموحد لنصرةالاسيرات والاسرى .

الف شكر