--------------------------------------------------------------------------------
علّق الدكتور سلمان أبو ستة، الأكاديمي الفلسطيني والمنسق العام لمؤتمر حق العودة، على التصريحات التي أدلى بها رئيس السلطة محمود عباس مؤخراً بشأن الحل النهائي لقضية اللاجئين الفلسطينيين، بالقول إنّ الشعب الفلسطيني "لن يقبل تمثيلاً أو إنابة من أحد تسقط هذا الحق (حق العودة) أو تذوِّبه، فهذا عار وطنياً وباطل قانوناً وخطير سياسياً".
وأوضح أبو ستة في بيان صادر عنه وتلقى "المركز الفلسطيني للإعلام" نسخة منه، "تواترت الأنباء عن تصريحات لرئيس السلطة محمود عباس بأنه مستعد للتنازل عن حق العودة بمعناه التاريخي والوطني والقانوني، والاستعاضة عنه بهيكل هزيل من الإجراءات التي تطابق الطرح الصهيوني للتخلص من الفلسطينيين منذ عام 1948 حتى اليوم".
وأكد أبو ستة "لم تكن هذه التصريحات مجرد صدفة أو زلة لسان، فقد كرّر هذه التصريحات عند زياراته المتكررة لبيت فلسطيني يسكنه إيهود أولمرت في القدس المحتلة، ولفضائية "العربية" في 28 أغسطس، ولوسائل الإعلام عدة مرات في الأعوام الأخيرة منذ عام 2004. بل إنه صاحب ورقة أبو مازن – بيلين سيئة الذكَر التي نشرت عام 2004 عقب إعلان أوسلو، والتي تطورت بدعم مالي وسياسي أجنبي إلى خطة البحر الميت والتي أعطيت اسم "مبادرة جنيف" لإكسابها نوعاً من الاحترام"، على حد تعبيره.
ولفت الأكاديمي الفلسطيني الانتباه إلى "الهبّة الشعبية التي ثارت في أوساط الشعب الفلسطيني لتأكيد حقه المطلق والصريح في العودة إلى دياره التي هُجّر منها عام 1948"، والإعلانات والبيانات الشعبية المتكررة، والمؤتمرات الشعبية التي عقدت في معظم بلدان العالم حيث تتواجد الجاليات الفلسطينية، ونشاط لجان حق العودة المنتشرة في هذه البلدان.
وتابع أبو ستة "إنّ أي متابع لتاريخ الشعب الفلسطيني كلّه، وعلى الأخص بعد إعلان أوسلو، لن يخالجه شك في أنّ الشعب الفلسطيني لن يقبل بتخليه عن حقه الكامل في العودة إلى الديار التى هُجّر منها، ولن يبيع الوطن من أجل دريهمات، وأنّ حقه في التعويض تابع للعودة ولازم لها من حيث الأضرار التي لحقت به لستة عقود وليس ثمناً للوطن، وأنه لن يقبل تمثيلاً أو إنابة من أحد تسقط هذا الحق أو تذوبه، فهذا عار وطنياً وباطل قانوناً وخطير سياسياً"، على حد تحذيره.
وشدّد الدكتور سلمان أبو ستة على أنّ "رئيس السلطة (الفلسطينية) ليس له الحق التفريط في هذا الحق، لا من قبل 30 في المائة من الشعب الفلسطيني الذي انتخبه ولا من قبل 70 في المائة من الشعب الفلسطيني الذي لم ينتخبه"، وفق تأكيده.
ودعا أبو ستة إلى "انتخاب مجلس وطني جديد تنبثق عنه قيادة فلسطينية تمثل الشعب الفلسطيني وتدافع عن حقوقه الثابتة"، وقال "لا نعترف بغير هذه القيادة، وغيرها لا يمثلنا، ومن يتخلى عن حقوقنا ليس منّا".
الخميس سبتمبر 04, 2008 5:37 pm
