أكد "أبو عبيدة"، الناطق باسم "كتائب عز الدين القسام" الجناح العسكري لحركة "حماس"، على أن تعنت الاحتلال في ملف الجندي الأسير شاليط، "سيُبقى خيار أسر جنود صهاينة جدد مطروحاً لدى الكتائب حتى يقبل الاحتلال بشروط المقاومة".
وشدد في تصريحات نشرتها صحيفة "فلسطين" المحلية اليوم السبت (19/7) على أن صفقة حزب الله اللبناني "أثبتت أن هناك تحطماً للمعايير الصهيونية التي كان يتعنت فيها الاحتلال، كما تثبت بأنه يمكن أن نحقق انتصارات كبيرة على الاحتلال تحت ضغط المقاومة".
وقال:" نحن في كتائب القسام نعتبر هذه الصفقة صفقة مشرفة، وإنجازاً للمقاومة اللبنانية ولمشروع المقاومة بشكل عام، وهذه الصفقة تثبت أن هناك تحطماً للمعايير الإسرائيلية التي كان يتعنت فيها الاحتلال , ويرفض الإفراج عن الأسرى من أصحاب المحكوميات العالية (المؤبدات)".
وأعرب "أبو عبيدة" عن أمله في أن تكون هذه الصفقة "حافزاً لتنفيذ صفقة جديدة في قطاع غزة، مقابل الجندي شاليط"، وقال:" نرى أن الاحتلال، عاجلا أم آجلاً، لا بد وأن يرضخ لشروطنا، وإن لم يستجب الاحتلال لشروطنا فلن يكون هناك صفقة".
وأوضح الناطق باسم "كتائب القسام" أن العمليتين اللتين تم فيهما أسر الجنود في غزة وفي جنوب لبنان كانتا عمليتين عسكريتين، والأسرى هم جنود من قوات الاحتلال، لكنه استدرك بالقول: "إن صفقة قطاع غزة هي أكثر تعقيداً منها في جنوب لبنان، بسبب ظروف الحصار والوضع الفلسطيني الخاص الذي يعيشه شعبنا الفلسطيني".
وتابع يقول: "كذلك نظراً لعدد الأسرى الفلسطينيين الكبير داخل سجون الاحتلال، وعدد الأسرى الكبير الذي نطلبه مقابل الجندي الإسرائيلي -خاصة المئات من أصحاب المحكوميات العالية والمؤبدات وقادة الفصائل، والمرضى والنساء والأطفال وغير ذلك- فإن الاحتلال يتردد كثيراً في قبول هذه الشروط، ولا زال يتعنت حتى هذه اللحظة، لكن بعد صفقة حزب الله هناك الآن مطالبات كبيرة داخل دولة الاحتلال بأن يتم تحرير الجندي الأسير ولو بأي ثمن".
وعن سبب تأخر الصفقة حتى هذا الوقت، ذكر "أبو عبيدة" أن هناك عدة عوامل تلعب دوراً في تأخير الصفقة، "منها الظرف الفلسطيني، خاصة وأننا كنا نمر في الفترة السابقة في ظروف عدوان واسع واستهداف لقطاع غزة بشكل مستمر، لذلك لم تكن الأجواء مناسبة للحديث في صفقة تبادل أسرى في القطاع قياساً بما هو حاصل في لبنان، ولبنان دولة مستقلة وحدودها مفتوحة وهناك هامش أكبر للحركة والتواصل".
واستطرد قائلاً: "القطاع يعيش ظرفاً استثنائياً وهو محاصر بشكل كامل، وأما بالنسبة للوساطة، فالدور المصري دور مهم في قطاع غزة على جميع المستويات السياسية، لكن هذا الدور لا زال حتى الآن عاجزاً عن الضغط على الاحتلال، وهذا أمر واضح، خاصة أن مصر في ظل الوضع العربي والإسلامي السيئ؛ تقف وحدها ولا تستطيع الضغط على الاحتلال في موضوع فتح معبر أو إغلاقه، فكيف بقضية تتعلق بآلاف الأسرى وتتعلق ببرنامج مقاومة".
وقال: "إننا نرى بالفعل أن موقف مصر في الضغط على الاحتلال لا زال حتى هذه اللحظة موقفاً ضعيفاً، وهو أيضاً من عوامل تأخير الصفقة".
وحول ما إذا كان خيار أسر مزيد من الجنود مطروحاً لدى "القسام" في حال تعنت الصهاينة في تنفيذ صفقة شاليط قال: "نعم، نحن نقول وبشكل واضح إنه في حال تعنت الاحتلال الإسرائيلي أكثر في ملف الإفراج عن الأسرى مقابل شاليط، فسيبقى خيار أسر جنود إسرائيليين جدد مطروحاً لدينا حتى يقبل الاحتلال بشروطنا ويحرر أسرانا".
وفي موضوع "التهدئة" ومدى جدية الاحتلال في تنفيذ شروطها، رأى الناطق باسم "كتائب القسام" أن الاحتلال في موضوع التهدئة كما هو في موضوع الصفقة "يتخبط"، وقال: "في الوقت الذي يحتاج فيه الاحتلال للتهدئة خاصة في المدن الفلسطينية المحتلة القريبة من قطاع غزة، يتلكأ في تنفيذ استحقاقات هذه التهدئة، لأنه يرى في تنفيذها خطراً محدقاً، خاصة وأن التهدئة تعزز من خيار المقاومة وتعطي دفعة معنوية للشعب الفلسطيني، وفي اصطفافه خلف المقاومة".
وتابع: " الاحتلال لا زال يتلكأ في تنفيذ استحقاقات التهدئة، وبالتالي، نحن قلنا ونقول من جديد، إنه في حال استمرار هذه الخروقات قسننظر مع الفصائل في الوقت المناسب لاتخاذ موقف جديد من هذه التهدئة، وأنا لا أستبعد أن يتم إنهاء هذه التهدئة من قبل الفصائل كما تم الاتفاق عليها بالإجماع، والعودة من جديد إلى العمليات ضد الاحتلال للضغط عليه لفك الحصار عن قطاع غزة أولا، ثم بالرضوخ للمقاومة الفلسطينية وتنفيذ الاستحقاقات التي طلبت من خلال اتفاق التهدئة".
وأكد "أبو عبيدة" على أن "كتائب القسام" مستعدة لصد أي عدوان على قطاع غزة أكثر من أي وقت مضى، وقال: "نحن كنا مستعدين قبيل البدء بهذه التهدئة، ونضع الاحتمالات لاجتياح واسع كان يدعيه الاحتلال لقطاع غزة، وكنا مستعدين لهذا الاجتياح والعدوان، ونحن الآن أكثر استعداداً من أي وقت مضى للتصدي لأي عدوان أو حماقة يمكن أن يفكر بها الاحتلال في قطاع غزة".
ولفت الانتباه إلى أنه رغم قبول "القسام" بالتهدئة، إلا أنها تتوقع أن يكون بعد التهدئة عدوان من قبل الاحتلال، وقال: "ليس لدينا أوهام بحسن نية لدى الاحتلال، لذا من حقنا أن نبقى على أهبة الاستعداد لمواجهة أي عدوان إسرائيلي في حال خرق الاحتلال هذه التهدئة".
وأكد "أبو عبيدة" على "أن الحصار الصهيوني على قطاع غزة، يؤثر على كل مواطن فلسطيني داخل قطاع غزة، لذلك فهو عقاب جماعي للفلسطينيين"، ولكنه " بأي حال من الأحوال لا يمكن أن يوقف مسيرتنا في المقاومة والإعداد والتصنيع والتطوير، فهذا الحصار فشل كما فشلت كل الضغوطات السابقة في أن توقف تطويرنا لوسائلنا وتصنيعنا".
السبت يوليو 19, 2008 5:28 pm
