كل شيء يباع ويشترى

[size=16]

كل شيء يباع ويشترى ,ولك أن تعوضه وتستبدله حينما يضيع منك أو يثيه ;إلا الشرف فإنه لا
يستبدل ولا يعوض ولا يباع ولا يشترى فهو كالزجاج إذا تكسر تعدر جمعه وجبره وترميمه ,إنه شيء يولد مع الإنسان ويموت معه ,بل قد يموت الإنسان ويظل
شرفه النبيل بين الناس كالقنديل يضيء وينير ويسطع كأشعة الشمس الدهبية المسترسلة ,لهذا حق علينا أن ندود عنه وندافع ونحميه ونتصدى بعزم وهمة لكل من أراد أن يتلاعب به أو حتى يستهين بقيمته ,لأنه أعز ما في الإنسان ,فالشريف محبوب مقبول ومهظوم عكس اللئيم الحقير الذنيء الذي يقف غصة في الحلق
توجيع وتؤلم ,ولقد عجبت لبعض الخلق كيف تسمح لهم نفوسهم أن يتنازلوا عن عزتها ويستصغرون
من همتها ويمرغون شرفهم في أوحال المديات والحاجيات والكمليات ,بحيث تجد بعض النساء والفتيات
يضربن بعرض الحائط مسألة الشرف ويتملصن من كل المباديء والأخلاق سعيا وراء الربح والكسب والعيش الزائف البراق ,وتجد أيضا كثيرا من الرجال يُداس على شرفهم بأقدام همجية متكبرة متعجرفة ولكنهم يخنعون ويركعون مقابل أهذاف ومرامي دنياوية
زائلة ,كالجاه والسلطة والمكانة ,والمادة التي إستصغر معظم الناس نفوسهم من أجل ربحها وبلوغها ,حتى صرت
تلقى الشخص فتعجبك هيئته ومظهره وتجلبك محاسن كلامه وقوله ولكن لا تلبت أن تُصدم بتفريطه في
شرفه وتحقيره لكرامته من أجل المال أو مقابل المال ;ولست أبالغ بل وأتمنى أن أكون مخطيئا إذا قلت أن مبدء الشرف أخد في الإنذثار والتراجع بين البشر اليوم بحكم
هذا الغزو الإعلامي المذمر وبحكم وحش العولمة المفترس الذي يطحن كالألة ولا يعترف بشيء إسمه المباديء والأخلاق ,فلقد ضاع الصدق وضاعت الأمانة
ومات النبل والشهامة ,وتشردت العزة وتاهت الكرامة ,فذاب الشرف وآنصهر بسم التقدم والتفتح ومسايرة العصر والظروف ,حتى بتنا ذئابا ماكرة تروغ
وتخادع لا يعنيها إلا ما تظفر به من فريسة أو غنيمة ...!

[/size]

معك حق ياهاندى انا اايدك وبشدة

ياولا ياجامد